السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. أنا فتاة في 26 من عمري مشكلتي تتلخص في انه تقدم لخطبتي شاب من معارفنا وتم قبوله لكن دون اخذ راي مني
بصراحه الشاب لا بأس به غير انه يصغرني بعامين تقريباً ولا يتناسب مع مستواي اكاديمياً وحتى مادياًمشكلتي هي مع امي فهي تصر على اتمام الزواج رغم انني رفضته رفضاً قاطعاً للاسباب السابقه
إضافةً انه بعدم اخذهم لرأيي في موضوع مصيري كهذا احسست بكرهي له كونه تم فرضه علي بحجة العادات
والتقاليد ، أمي تقرن رضاها بي بإتمام الزواج
وهي تستخدم للضغط علي معرفتها المسبقه بعلاقه قديمه جمعتني بصديق اخي ، تحدثت معها كثيراً لكن بدون فائده
أريد ان اقنعها بالعدول عن تسيير حياتي والتخطيط لتزويجي من شخص اعرف مسبقاً اني لا مستقبل لي معه ماذا افعل كي اوضح لها ذلك ؟؟؟
أختي الكريمة ميس ........... حفظكِ الله
فإنه ليسرنا أن نرحب بكِ في موقعكِ المستشار، فأهلاً وسهلاً ومرحبًا بكِ، وكم يسعدنا اتصالكِ بنا في أي وقت, وعن أي موضوع، ونسأل الله -جل جلاله- بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يغفر ذنبكِ، وأن يستر عيبكِ، وأن يتجاوز عن سيئاتك، وأن يمنّ عليكِ بالزوج الصالح الطيب المبارك الذي يكون عونًا لكِ على طاعته ورضاه، إنه جواد كريم.
أحيي فيكِ حرصكِ في طلبكِ للاستشارة..
غاليتي .. لم تذكرِ شيء عن خلقه وسلوكه ومستواه الثقافي، وهل هو أقل منكِ في مستواه التعليمي بشكل كبير؟ هل هو موظف أو عاطل ؟؟؟
مما لا شك فيه أن فارق السن إذا كان متقارباً فذلك أفضل وأدعى إلى توفير مساحة كبيرة من التفاهم والانسجام، وهذا هو الواقع إلا أن هذا لا ينفي أن هناك حياة زوجية قامت مع وجود فوارق كبيرة في السن.
ورغم ذلك نجحت نجاحاً باهراً وأثمرت سعادة وأمناً وأماناً واستقراراً، قلما يحدث لغيرها، بل وأنتجت ذرية صالحة وموفقة يضرب بها المثل، فهذا موجود وذاك موجود، وخير مثال على نجاح الأسر واستقرارها رغم وجود الفوارق الكبيرة في السن أسرة الحبيب المصطفى -صلى الله عليه وسلم- الأولى.
والتي كانت فيها السيدة خديجة -رضي الله عنها- تكبر الحبيب -صلى الله عليه وسلم- بحوالي خمس عشرة سنة.
1- .صلي صلاة الاستخارة واطلبي من رب العباد أن يختار لكِ ما فيه الخير والصلاح، ودعائه دعاء المضطر أن ييسر لكِ هذا الزواج إن كان زواجكِ به خيرًا لكِ، (ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين واجعلنا للمتقين إماماً).
عن جابِرٍ رضيَ اللَّه عنه قال: كانَ رسولُ اللَّه -صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم- يُعَلِّمُنَا الاسْتِخَارَةَ في الأُمُور كُلِّهَا كالسُّورَةِ منَ القُرْآنِ، يَقُولُ إِذا هَمَّ أَحَدُكُمْ بالأمر، فَليَركعْ رَكعتَيْنِ مِنْ غَيْرِ الفرِيضَةِ ثم ليقُلْ: اللَّهُم إِني أَسْتَخِيرُكَ بعِلْمِكَ، وأستقدِرُكَ بقُدْرِتك، وأَسْأَلُكَ مِنْ فضْلِكَ العَظِيم، فإِنَّكَ تَقْدِرُ ولا أَقْدِرُ، وتعْلَمُ ولا أَعْلَمُ، وَأَنتَ علاَّمُ الغُيُوبِ. اللَّهُمَّ إِنْ كنْتَ تعْلَمُ أَنَّ هذا الأمرَ خَيْرٌ لي في دِيني وَمَعَاشي وَعَاقِبَةِ أَمْرِي » أَوْ قالَ:
«عَاجِلِ أَمْرِي وَآجِله، فاقْدُرْهُ لي وَيَسِّرْهُ لي، ثمَّ بَارِكْ لي فِيهِ، وَإِن كُنْتَ تعْلمُ أَنَّ هذَا الأَمْرَ شرٌّ لي في دِيني وَمَعاشي وَعَاقبةِ أَمَرِي » أَو قال: « عَاجِل أَمري وآجِلهِ، فاصْرِفهُ عَني، وَاصْرفني عَنهُ، وَاقدُرْ لي الخَيْرَ حَيْثُ كانَ، ثُمَّ رَضِّني بِهِ» قال: ويسمِّي حاجته. رواه البخاري.
• فالجئي إلى الله -جل وعلا-فقد قال تعالى: (وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ)
2- أهم ما ينبغي للمرأة أن تختاره في زوجها: أن يكون صاحب دين وخلق، كما أخبر النبي -صلى الله عليه وسلم- في الحديث: (إذا أتاكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه).
وهاتان هما الركيزتان الأساسيتان لقيام حياة زوجية سعيدة؛ فإن دين الزوج يمنعه ظلم زوجته، وحسن خلقه يدعوه إلى حسن معاشرتها، وما عدا ذلك عوارض وأمور تطرأ وتزول, لا ينبغي أن تكون مقياسًا تقيس به المرأة من تختاره زوجًا لها.
3- اعملي يا أختي لكِ جدول، ضعي محاسن هذا الزواج ومساوئه، ثم أمعني في التفكير، واختاري ما هو مناسب لكِ أنتِ.
4- لا شك -أيتها الحبيبة- أن نظر الوالد في الغالب يكون أرشد من نظر الولد, وأقرب إلى المصلحة، فهو أكثر خبرة بالحياة, ومعرفة بالناس، ويقترن بهذه الخبرة والمعرفة والحب للولد, والحرص على مصلحته، ومن ثم فنصيحتنا لكِ أن تستشيري والدك أو من تثقين فيه من إخوانك.
5- احرصي على السؤال عن هذا الخاطب أكثر في المسجد، في العمل، وفي الحي الذي يسكن فيه.
6- إذا لم تقتنعي بهذا الشاب لا توافقي عليه، وإن والدتك سوف ترضى بعد ذلك وذلك بالتودد لها والتقرب منها والتحاور معها بأنكِ لا ترين السعادة معه وبإذن الله سوف تقتنع وإذا لم تقتنع ألجئي إلى شخص قريب منها يقنعها بالأمر.
ومما نؤكد عليه أن تُعطي نفسكِ فرصة للاستشارة، وكذلك لصلاة الاستخارة، فما ندم من استشار وما خاب من استخار، أتمنى لك اختياراً موفقاً، واستقراراً في حياتكِ الزوجية، وسعادة أبدية.
وأخيرًا .. أشكركِ على الاستعانة بالموقع، ونتمنى لكِ دوام التوفيق في حياتكِ، وابتسامة تشرح صدركِ،ِ ونحن في انتظارك..
الكاتب: أ. ابتسام صالح الخوفي
المصدر: موقع المستشار